الحاجة لمستقبل مشترك بين العرب والكرد

In آراء

أكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن هناك إجماعا على الحاجة إلى مستقبل مشترك بين العرب والكرد؛ لأن هناك قواسم مشتركة عديدة بين الشعبين تسمح بحدوث تعاون مستقبلي في مختلف المجالات.

تزداد نسبة الأصوات العربية والكردية المطالبة بتطوير التعاون بين العرب والكرد في المنطقة لمواجهة التهديدات المشتركة، وعلى رأسها التهديدات التركية، التي تسعى من خلال العثمانية الجديدة إلى احتلال مناطق في سوريا والعراق وجنوب كردستان.

مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، قال حول ذلك: “ندرك تماماً أن هناك خلافات ومشكلات وأن التاريخ حافل بالمحطات الحساسة التي ربما أثرت سلباً على مستقبل العلاقات العربية – الكردية، لكن ثقتنا أكبر في القواسم المشتركة بين العرب والكرد. وهما أمتان مؤسستان في هذه المنطقة إلى جانب الأمة التركية والإيرانية”.

وأضاف الرنتاوي “نثق أن التاريخ المشترك بما فيه من صفحات تعاون كفيل بتبديد هذه الإشكاليات العالقة، كما أننا نراهن أكثر على المستقبل بما يفسح من مجال لتعاون مثمر وتبادل شعب لشعب على المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وغير ذلك”.

وتطرق الرنتاوي إلى الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت خلال الفترة الماضية، حول التعاون والحوار الكردي – العربي وكان منها مؤتمر صحفي تحت عنوان “الحوار طريق المستقبل” شارك فيه عدد من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية العربية والكردية من الأردن وسوريا والعراق وتركيا وإيران.

وركز المؤتمر، وقتها، بحسب الرنتاوي، على مستقبل العلاقات العربية – الكردية في محاولة للبناء على المشتركات التاريخية، وفي محاولة للتطلع لمستقبل مشترك غير محكوم بصور نمطية سائدة، سواء عند العرب عن الكرد، أو عند الكرد عن العرب.

وقبل أيام، عقد في بيروت أيضًا، مؤتمر الحوار الكردي – اللبناني والذي دعا المشاركون فيه إلى تقوية العلاقات بين الشعبين لمواجهة هذه التحديات.

وتعهد المؤتمر بالعمل على تكريس ثقافة القبول والاعتراف بكافة الهويات القومية والثقافية والإثنية، ويَعتبرها منبع غنى وتنوع، مؤكداً أن السبيل إلى حل القضايا والتناقضات المتجذرة في لبنان والشرق الأوسط، يكون بالحوار، وليس بالحروب أو بالنزاعات المسلحة. وعليه، فإنه يؤكد ضرورة وأهمية اعتماد “مشروع الأمة الديمقراطية ودولة المواطنة” أساساً في بناء مستقبل واعد للمنطقة، ومرتكز إلى السلام والديمقراطية والحرية.

وهدف المؤتمر إلى حماية وتطوير القيم الثقافية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية المشتركة لشعوب المنطقة، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار الثقافي المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب والهويات والثقافات والعقائد الموجودة في لبنان أساساً، وأوصى بتشكيل لجنة من نخبة المثقفين والمثقفات لهذا الغرض.وأكد الرنتاوي أنه، ومن خلال هذه الفعاليات والمؤتمرات، تبين لهم أن “هناك إجماع على الحاجة إلى مستقبل مشترك بين العرب والكرد، وأن الطريق إلى ذلك هو الحوار، ولا بديل عن الحوار”.

Leave a reply:

Your email address will not be published.

Mobile Sliding Menu